إن قمت بإمضاء بعضاً من الوقت في تطوير تطبيق أو تسويقه فلا شك بأنك تعلم مدى شدة المنافسة في سوق التطبيقات. إن أحد أكبر التحديات التي تواجه من يعمل في سوق تطوير تطبيقات الجوال هو الترويج للتطبيق. هذا لأنه لا يكفي أن يكون تطبيقك الذي تروج له جيّداً. كي تزيد من معدّل التحويل تحتاج إلى التعرف على كيفية تحويل الزائر إلي مستخدم وفي لتطبيقك.
أعددنا هذه المقالة لمساعدة الأشخاص الذين يرغبون في ترويج تطبيقاتهم، لكن لا يعلمون بعد كيفية ترويج التطبيقات.
ما هو قمع تسويق التطبيقات؟
قمع تسويق التطبيقات هو أداة لاغني عنها لأي مسوق تطبيقات، تتيح تمثيل المسار الذي يسلكه مستخدم الهاتف للوصول إلى التطبيق والقيام بنشاط ما مثل تحميل التطبيق. يبدأ القمع بالجزء العلوي الأكثر اتساعا والذي يمثل كل المستخدمين المستهدفين و كلما اتجهنا إلى أسفل القمع يقل العدد تدريجيا حتى لا يبقى في النهاية سوى المستخدمين الأوفياء. و يتسم الإنتقال عبر قمع تسويق التطبيقات بالسرعة الكبيرة فقد يقرر المستخدم القيام بتحميل التطبيق أو يقرر الخروج من القمع نهائيا إذا وجد صعوبة ما. و رغم ذلك يمكننا تحليل القمع إلى عدة مراحل محددة حتى يمكننا فهم المسار الذي يمر عبره المستخدم و الإستفادة من القمع بشكل أكبر وهذه المراحل هي:
-
الوعي في البداية لا يملك الجمهور أي معرفة بوجود تطبيقك ومن ثم يبدأ أي قمع تسويق ناجح بمرحلة خلق الوعي أولا أي إعلام الجمهور بوجود تطبيقك و جذب انتباه المستخدمين إلى ما يقدمه، الجمهور المستهدف في هذه المرحلة يكون ذو حجم كبير نسبيا يضم جميع من له علاقة بالخدمة التي يقدمها التطبيق، فإذا كان تطبيقك يقدم خدمة متابعة النظام الغذائي فأن جمهورك في هذه المرحلة يضم كل المهتمين بممارسة الرياضة، مرضي السمنة، الباحثين عن الصحة فضلا عن أصدقائهم وعائلاتهم. وهناك عدة طرق بسيطة يمكنك استخدامها من أجل خلق الوعي بتطبيقك، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، مدونات تقييم و مراجعة التطبيقات، والإعلانات المدفوعة.
-
الاهتمام بعد أن يعي الجمهور وجود تطبيقك فإنه يحاول استكشاف و معرفة المزيد عنه، إن وظيفتك في هذه المرحلة هي أن تقوم بتوفير المعلومات اللازمة عن التطبيق للمستخدم المحتمل وأن تريه أنه الأنسب له على الإطلاق. إن وجود شروحات ورسومات توضيحية تشرح للمستخدم خطوة بخطوة كيفية عمل التطبيق وتقدم له كافة المعلومات الضرورية عن التطبيق ومميزاته بالتأكيد سوف يحقق نجاحاً كبيراً. و هناك طريقة أخرى ذات فعالية كبيرة وهي استخدام التوصية الشفهية والعلاقات العامة حيث يتناقل المستخدمين القصص الإيجابية حول تطبيقك ويوصون به كلما أتيحت لهم الفرصة.
-
التقييم عندما يصبح المستخدم على دراية بتطبيقك ويفهم جميع مزاياه، تبدأ مرحلة اتخاذ قرار ما إذا كان تطبيقك يستحق القيام بعملية تحويل. لكن كيف تعمل على إقناع مستخدم ما بالكاد لديه دراية عن تطبيقك أن يقوم بعملية تحويل؟ هناك طريقة فعالة للقيام بهذا وهي استخدام الإثبات الاجتماعي من خلال مشاركة تجارب واقتباسات المستخدمين السابقين الراضين عن المنتج. إن التطبيق الذي يتمتع بمراجعات وتقييمات إيجابية يجلب الثقة، والثقة بدورها تجذب التحويلات.
-
التحويل يُقصد بالتحويل قيام المستخدم بالهدف النهائي من عملية الترويج. يختلف الهدف من تطبيق لأخر فقد يكون الهدف لتطبيق ما هو مجرد القيام بتحميل التطبيق بينما يكون الهدف لتطبيق أخر هو تسجيل حساب أو الشراء داخل التطبيق وسواء كان الهدف هذا أو ذاك فإن هناك عقبات قد تتسبب في عدم إتمام عملية التحويل مثل صعوبة تحميل التطبيق من أحد متاجر التطبيقات، كثرة البيانات المطلوبة للقيام بتسجيل حساب أو رداءة التصميم و الصور و الأيقونات المستخدمة، كي تتفادي ضعف معدل التحويل يجب عليك أن تهتم بجودة تصميم التطبيق وأن تراعي أن يكون تطبيقك سلس وسهل الاستخدام.
-
الاحتفاظ من الواضح إن قيام المستخدم باستخدام التطبيق لمرة واحدة فقط لا يكفي، وأن من المهم الحفاظ على هذا المستخدم وأن يصيح مستخدم متكرر يعيد استخدام التطبيق مرة بعد الأخرى. يمكنك القيام بهذا بطرق عديدة، إحداها يتمثل في تحديث وتحسين المحتوى دائماً قدر المستطاع فالتطبيق عالي الجودة يقدّم محتوى مُحَدّثاً بشكل دائم. أما الطريقة الثانية فهي استخدام نظام الإشعارات (Push notifications) لتحفيز المستخدم على فتح واستخدام التطبيق.
فعالية قمع تسويق التطبيقات
الآن بما أنك تمكنت من فهم قمع الترويج، تحتاج إلى أن تعلم الهدف من إعداد قمع الترويج. إن الفائدة الكبرى لقمع الترويج هو أنه يتيح إمكانيّة قياس الأداء وهذا يعني أن بإمكان قمع الترويج أن يدلك علي المرحلة التي تتسبب في ضعف عملية الترويج. تخيل السيناريو التالي: لقد قمت بعمل إعلان مدفوع لترويج تطبيقك وحصلت على عدد من النقرات والزيارات لصفحة تحميل التطبيق بالمتجر لكن لم تحصل على عمليات تحميل تتناسب وعدد الزيارات، إذا اعتمدنا قمع التسويق السابق فيمكننا القول إن هناك خلل يحدث بين مرحلة التقييم والتحويل و ربما يكون سبب ذلك هو التقييمات السلبية.
لتحليل مدى فعالية قمعك الترويجي قمنا بإعداد التساؤلات التالية والتي يجب عليك الإجابة عليها بدقة قدر المستطاع:
- من هو جمهورك المستهدف وكيف يمكنك أن تصل إليه ؟
- ما مقدار الميزانية المقدرة لعمل حملة إعلانات مدفوعة ؟
- هل حملتك الإعلانية واضحة وتجذب جمهورك المستهدف ؟
- كم نسبة الذين تصفحوا صفحة تحميل التطبيق ولم يقوموا بتحميله ؟
- كم نسبة التقييمات والمراجعات السليبة ؟
- كم عدد المستخدمين النشطين يوميا - Daily Active Users (DAU) ؟
- كم نسبة من يستخدم تطبيقك لفترة تتجاوز ثلاثة أشهر ؟
بعد الإجابة على هذه الأسئلة، سيتكون لديك فكرة واضحة عن خطتك الترويجية. وسوف تكتشف أي مرحلة يجب عليك أن تركز على تحسينها كي تزيد من فعالية خطتك الترويجية وتحقق أعلي عائد على الإستثمار.