دليلك المختصر إلى خرائط اللمس الحرارية

لم تعد اختبارات تجربة الاستخدام مقتصرة على الطرق التقليدية كجمع البيانات عن الفئة المستهدفة وتحليل شكاوي واقتراحات المستخدمين للتطبيق فحسب إذ أصبح بإستطاعة مطور التطبيق أن يأخذ تجربة الإستخدام هذه إلى بعد آخر تماما بمساعدة التقنيات الحديثة كخرائط اللمس الحرارية،

وحيث تعد تجربة الاستخدام المريحة للمستخدمين أحد أهم دعامات نجاح التطبيق تتجلى أهمية خرائط اللمس الحرارية التي تعد بوصلة المطور المرشدة للوصول لأفضل تجربة إستخدام ممكنة.

ما هي خرائط اللمس الحرارية Touch Heatmap؟

لا تختلف خرائط اللمس الحرارية في مضمونها عن الخرائط الديمغرافية، فكما تمثل الأخيرة الكثافات السكانية على الخريطة باعتمادها ألوان معينة تقوم خرائط اللمس الحرارية بتمثيل المناطق التي يتفاعل معها مستخدم التطبيق بالنقر أو اللمس أو السحب وغيرها مرئيا، حيث يتم تمثيل المناطق التي تستخدم بكثرة بالقياس إلى المناطق الأقل تفاعلا معها من قبل مستخدم التطبيق بألوان محددة، فتوفر خريطة اللمس الحرارية طيف لوني يتدرج من الأزرق حتى الأحمر، ويرمز مثلا التدرج اللوني للمناطق الأقل تفاعلا في التطبيق باللون الأزرق وتتدرج إلى الأحمر بازدياد كثافة التفاعل في مناطق أخرى من التطبيق.

لماذا يجب عليك الاهتمام بخرائط اللمس الحرارية؟

الإختبار الحقيقي للتطبيق يكمن بين يدي المستخدم نفسه، هل سيعرف كيف يستخدم التطبيق بسهولة، ماذا سيفعل لاحقا بعد الخطوة كذا ؟ وهل يعرف إلى أين يتجه لتنفيذ مهمة ما في التطبيق؟ هل يتفاعل مع التطبيق بالطريقة الصحيحة -بالنقر، السحب لأعلى، السحب لليمين، النقر مرتين،إلخ…-.

وهنا يأتي دور خرائط اللمس الحرارية في توفير إرشاد وكشف للمطور لطريقة استخدام المستخدمين للتطبيق، فمن خلال التغذية الراجعة البصرية التي توفرها والتي تعد معطياتها سهلة وسريعة القراءة بالمقارنة مع الأدوات التي تعتمد على الأرقام، يستطيع المطور أن يلتفت إلى الكيفية الحقيقية لاستخدام المستخدمين للتطبيق.

وهي بوجود المستخدمين في بيئتهم الشخصية تعطي بيانات أدق من تلك التي تعطيها مجموعات التركيز لغياب وجود عوامل قد تؤثر في سلوك الأشخاص كمعرفتهم بخضوع التطبيق للاختبار خلال تجربتهم أو عدم وجودهم في مكان مألوف مما قد يعطي بعض القراءات الخاطئة عن الدراسة المنشودة.

كيف ستساعدك خرائط اللمس في تحسين تجربة إستخدام التطبيق؟

إن أهمية خرائط اللمس الحرارية تكمن في أنها تكشف أكثف المناطق التي يتفاعل معها المستخدم، والتي تلفت نظره و تسترعي انتباهه، وهذه المعلومات الجوهرية تساعد في تزويد المطور بالمكان الأمثل Sweet spot لعرض معلومة ما أو ميزة جديدة للمستخدم أو عرض إعلان معين، كما تكشف للمطور كيف يتصرف المستخدم داخل التطبيق وكيف يتسلسل في خطوات الاستخدام، وما إذا كان يتفاعل مع المكان الصحيح أو إذا كان يتفاعل مع مناطق عديمة الإستجابة unresponsive gesture وتكشف أيضا عن المناطق التي يوجد بها إشكاليات في التصميم أو التفاعل.

وهنا يجدر بالذكر أن خرائط اللمس الحرارية رغم توفيرها قراءات سريعة سلسة لاستخدام التطبيق وطرق التفاعل معه لا يمكن التوصل بها لماذا يسلك المستخدم هذا السلوك بالذات، لماذا قرر أن ينقر في مكان معين بدل أن يسحب لأعلى، أو لماذا لم ينقر على الزر للصفحة التالية، وهذا ما يقع على عاتق المطور أن يقوم بتحليل هذا السلوكيات بالاعتماد على المعطيات التي تتوفر من خرائط اللمس الحرارية -بالتعاون مع معلومات إحصائية أخرى أو تغذية راجعة من المستخدمين أنفسهم-.

منصات توفر خرائط اللمس الحرارية

في نهاية هذا المقال عن خرائط اللمس الحرارية نرفق لك الأدوات التالية التي ستساعدك في توفير إحصائيات وتحليلات وافية تساهم في تحسين تجربة الإستخدام لتطبيقك:

  • Uxcam – تساعد هذه المنصة التي توفر نسخة مجانية تجريبة للمطور على فهم سلوك المستخدم وكثافة استخدامه لمناطق معينة بالإضافة لكشف المناطق قليلة الاستجابة التي قد تتسبب في نفور المستخدم.

  • Userexperior – يوفر هذا الموقع الذي يُتيح نسخة تجريبيّة مجانيّة نظرة شاملة على سلوك المستخدمين من خلال توفير خرائط اللمس الحرارية، تسلسل سلوك المستخدم في استخدام التطبيق، المناطق عديمة الاستجابة، وإحصائيات عن إيقاف إستخدام التطبيق.

  • Contentsquare – توفر هذه المنصة أدوات تتيح للمطور نظرة شاملة ووافية حول تجربة الاستخدام وتوفر هذا لتطبيقات الهاتف المحمول بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية، وفي منصتها تعطي حلول شاملة ونظرة واسعة لسلوك المستخدم من خلال أدوات تتبع سلوك المستخدمين وإحصائيات عن استخدام كل جانب من جوانب التطبيق شاشة بشاشة، وتتبع الترتيب وعدد التفاعلات في داخل التطبيق.

كلمة أخيرة…

لا شك أن تسهيل تجربة الاستخدام لجميع المستخدمين الجدد والأكثر خبرة منهم، سينتج سمعة حسنة جدا للتطبيق والذي بدورها ستشجع المزيد من المستخدمين لتحميل التطبيق والمباشرة باستخدامه، وهذا لا يكون إلا بفهم المطور البيئة والظروف التي يمر بها المستخدم من خلال تجربته الشخصية الخاصة، وبالرغم من توفر وسائل إحصائية جيدة جدا تفيد في هذا المجال إلا أنها تكون قاصرة عن إعطاء نظرة شاملة عن التطبيق وحدها، ولذا بتنويع الأدوات المستخدمة تذلل العقبات وتحل العقد في تجربة الاستخدام مما يساهم في رضى المستخدمين الذي يعد أقصى ما يطمح إليه أي مطور تطبيق.