إطلاق التطبيقات: مزايا وعيوب الإطلاق الناعم (Soft Launch)

 يعد امتلاك فكرة تطبيق رائعة وتنفيذها جيدًا أمرًا هامًا، ولكن وجود استراتيجية قوية لإطلاق التطبيق هو أمر أكثر أهمية، ولذلك من الحكمة أن تأخذ الوقت الكافي لفهم الخيارات المختلفة المتاحة لإطلاق التطبيق.

إن الطريقة المباشرة لإطلاق تطبيق جديد هي من خلال الإطلاق القاسي (Hard Launch) وذلك عن طريق إحداث ضجة إعلانية كبيرة حول التطبيق. وعلى العكس من ذلك، تعتمد استراتيجية الإطلاق الناعم (Soft Launch) على نشر التطبيق لجمهور محدود في هدوء تام، وقد أصبحت هذه الاستراتيجية شائعة ولأسباب جيدة جدًا.

نتطرق في هذه المقالة إلى الجوانب الإيجابية والسلبية للإطلاق الناعم وذلك لمساعدتك في اتخاذ قرار مستنير عندما يحين وقت إطلاق تطبيقك.


ما هو الإطلاق الناعم

يفكر كثير من مسوقي التطبيقات في إطلاق التطبيق كحدث، وهو أمر يحدث مرة واحدة فقط ويكون مصحوبا بضجة كبيرة. يسمي هذا النوع من الإطلاق بالإطلاق الكامل/القاسي Hard/Full Launch.

في عالم مثالي، يكفي إرسال تطبيقك الرائع إلى متجر التطبيقات وإطلاقه لجني ثمار جهودك.

ولكن لأن عالمنا يفتقد المثالية، فنادرًا ما ينجح الإصدار الأول من أي تطبيق. في الواقع، هناك العديد من التطبيقات التي فشلت فشلًا ذريعًا بمجرد إطلاقها، نظرًا لظهور مشكلات غير متوقعة في أثناء التشغيل عندما يبدأ المستخدمون في الوصول بشكل كثيف.

وفي هذه الحالة، يصبح من الأفضل تفادي إثارة الضجة واطلاق التطبيق في هدوء ضمن شريحة صغيرة من الجمهور قبل أن يكون متاحًا للجميع، أو ضمن سوق أخر ذو خصائص ديموغرافية مماثلة للسوق الرئيسي المستهدف، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تخطط لإطلاق التطبيق في المملكة العربية السعودية فيمكنك إطلاقه بسرية في دولة الكويت بدلا من ذلك.

يُسمي هذا النوع من الإطلاق بالإطلاق الناعم (Soft Launch) ويهدف إلى جمع المعلومات عن ردود فعل المستخدمين تجاه التطبيق وتحليلها بغرض تطوير التطبيق، وما إن تجمع المعلومات التي تحتاجها وتتلافى جميع المشاكل والثغرات في تطبيقك، حينها يمكنك مواجهة السوق من خلال الإطلاق الكامل دون أن يكلفك الأمر تعريض فرصة نجاحك في سوقك الرئيسي المستهدف لأي خطر.


مزايا الإطلاق الناعم

  • مراقبة أداء التطبيق:

لسوء الحظ، من الشائع جدًا ظهور مخاطر غير متوقعة عند اختبار التطبيق في بيئة حقيقة والتي لا تظهر عند اختبار التطبيق في بيئة اصطناعية في أثناء التطوير.

مع هذا، يمكنك اكتشاف أكبر قدر من تلك العيوب الممكنة عن طريق مراقبة أداء التطبيق في أثناء الإطلاق الناعم، وذلك لضمان قيام التطبيق بمهمته دون مشاكل في مرحلة مبكرة وتلافيها عند المستخدمين.

إن الغرض الرئيسي لمراقبة أداء التطبيق هو معرفة معدل استهلاكه لموارد الجهاز كالبطارية ومساحة التخزين. إلخ وتحديد أكثر الوظائف استهلاكا للموارد أو التي لا تعمل بكفاءة دون اتصال قوي بشبكة بيانات وهذا مفيد بشكل خاص للمستخدمين ذوي الأجهزة الأقدم التي قد يكون لديها موارد محدودة أو يمتلكون أنواع مختلفة عن الأنواع المستخدمة في أثناء التطوير والاختبار.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك اختبار البنية التحتية للخادم (Server Infrastructure) والتأكد من قدرتها على التعامل مع عبء الإطلاق العالمي عندما يقوم عدد كبير من المستخدمين بتسجيل الدخول مرة واحدة.

  • تحسين الإنفاق التسويقي:

واحدة من أفضل مزايا الإطلاق المرن هي مساعدتك على تحليل مقاييس ومؤشرات أداء التطبيق مثل مقاييس الاستحواذ والربحية. باستخدام هذه المؤشرات والمقاييس يمكنك اختبار عدد من استراتيجيات اكتساب المستخدم في أسواق مماثلة لسوق الإطلاق الرئيسي، وتحديد أفضل الاستراتيجيات وقنوات التسويق التي ستجلب لك أكبر عدد من التنزيلات.

  • اختبار قابلية الاستخدام Usability:

ربما ظننت أن ميزات تطبيقك ستُبهر العالم، في حين قد يكون لذلك العالم رأي آخر!

إن أفضل طريقة للتأكد من ذلك هي من خلال الاستماع إلى آراء وملاحظات المستخدمين حول تجربة استخدام تطبيقك، وهذه الآراء ستساعدك في تقييم سهولة فهم التطبيق وملائمته لنمط سلوك شريحة المستخدمين الموجه لهم، وبالإضافة إلى ذلك ستساعدك في تحديد وظائف التطبيق التي تقدمها بشكل جيد، والإشارة إلى الوظائف التي تكون بحاجة إلى تحسينات.

  • معالجة ثغرات وعيوب التطبيق:

بدلًا من إقامة حملة إطلاق كبيرة، يُتيح الإطلاق الناعم توجيه مواردك نحو التأكد من أن تطبيقك جاهز تمامًا، حيث حتى لو تدهورت بعض الأمور، ستبقى المخاطر محدودة. والأهم من ذلك هو أن اختبارك للتطبيق على شريحة مُخصصة من المستخدمين، سيتيح لك فرصة حل جميع الثغرات الأولية بدلًا من الاضطرار إلى التعامل معها على نطاق أوسع. ناهيك أن اصطياد الأخطاء في المراحل المبكرة من خلال أدوات إعداد تقارير الأعطال لا يقدر بثمن.

تأتي أهمية تحسين ترتيب ظهور التطبيق من كون البحث في متجر تطبيقات هي الطريقة الأكثر استخداما لاكتشاف وتحميل تطبيقات جديدة، لهذا تزداد أهمية التصدر في نتائج البحث والتميز عن التطبيقات الأخرى.

تعد الكلمات المفتاحية (Keywords) للتطبيق من العوامل الأساسية والجوهرية في ترتيب الظهور بنتائج البحث ولهذا السبب من المهم اختيار الكلمات المفتاحية بعناية بحيث تكون دقيقة وجذابة لضمان كسب أفضل معدلات الترتيب على صفحة نتائج البحث.

الأمر الجيد هنا هو أن الإطلاق الناعم يمنحك الوقت اللازم لإختبار العديد من الكلمات المفتاحية ذات الصلة بتطبيقك وقياس الأداء لتحديد تلك الكلمات الرئيسية التي تحقق أفضل أداء. ثم يمكنك بعد ذلك تمييز هذه الكلمات الرئيسية واستهدافها عند إثناء الإطلاق الكامل وبالمثل، يمكنك اكتشاف التصميمات التي تعمل بشكل أفضل في تحويل المستخدمين.


عيوب الإطلاق الناعم:

  • إستهلاك الكثير من الوقت:

إن التنفيذ الفعال لاستراتيجية الإطلاق الناعم للتطبيق يحتاج إلى تطوير خطة محكمة وتنفيذها جيدًا ثم تحليل البيانات التي تم جمعها لاتخاذ الإجراءات المناسبة. قد تتكرر هذه الدورة عدة مرات قبل الوصول إلى نتيجة مرضية، وهو ما يستغرق فترة غير قليلة من الوقت.

  • المخاطرة بفقدان الميزة التنافسية:

بما أن الإطلاق الناعم يكشف تطبيقك إلى العالم والذي قد ينتهي به الأمر لأيدي المنافسين. فأن تأخيرك الإطلاق الكامل لفترة طويلة، يعني مخاطرتك بمنحهم الفرصة لنسخ تطبيقك وإطلاقه قبلك.


خاتمة

 يمكن إطلاق التطبيقات الجديدة بطريقتين رئيسيتين: الإطلاق القاسي والإطلاق الناعم. لكل منهما جوانب إيجابية وأخرى سلبية. قد تبدو عملية الإطلاق الناعم بأنها خطوة إضافية تؤخرك عن إطلاق تطبيقك، ولكنها قد تكون ذات قيمة كبيرة لنجاح التطبيق. من ناحية أخرى، يعد الإطلاق القاسي أكثر تكلفة وغالبا ما يكون الخيار الأول عندما يكون لديك تطبيق جديد رائد ترغب في دفعه إلى السوق بسرعة للحفاظ على ميزة تنافسية ورؤية نتائج فورية